للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عهد الطوائف قضى بقية حياته ببلده يابرة (١) .

فمن شعره الذي يذكر بطريقة أبي الطيب:

هيهات لا أبتغي منكم هوى بهوى ... حسبي أكون محبا غير محبوب

فما أراح لذكرى غير عالية ... ولا ألذ بحب دون تعذيب

ولا أصالح أيامي على دخن ... ليس النفاق إلى خلقي بمنسوب

يا دهر أن توسع الأحرار مظلمة ... فاستثني إن غيلي غير مقروب

ولا تخل أنني ألقاك منفردا ... إن القناعة جيش غير مغلوب ذلك إنه يبنيه على القوة، ويستأنف بعد قطع الكلام بإرسال الحكمة والمثل، إلا أنه قد يخالف المتنبي في فلسفته إذ يقول: " ولا ألذ بحب دون تعذيب "، كما يخالفه ويبتعد عن طريقه في قوله: " إن القناعة جيش غير مغلوب "، ولكن السياق العام في القصيدة فيه احتذاء شديد لأبي الطيب.

ومن نغماته التي يعيد فيها بعض التدفق في أسلوب المتنبي قوله (٢) :

فما أبقوا ولا هموا ببقيا ... ونقل الطبع ليس بمستطاع

فلو سقت السماء الشري أريا ... لما احلولت مراعيه لراع

بدهر ضاعت الأحساب فيه ... ضياع الرأي في السر المذاع

فبعتهم بتاتا لا بثنيا ... ولا شرط ولا درك ارتجاع

ولم أجعل قرابي غير بيتي ... وحسبي ما تقدم من قراع


(١) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ٢٦٥.
(٢) المصدر نفسه: ٢٨٢.

<<  <   >  >>