للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقليلا تمتعت في الفيافي ... بسنام كالعارض المركوم

فأنخنا إلى فناء جواد ... ماله نهبة لكل عديم ومن شعر عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني قصيدة افتتحها بوصف الأطلال والأماكن المشرقية (١) :

لمن طلل دارس باللوى ... كحاشية البرد أو كالردا

رماد ونؤي ككحل العروس ... ورسم كجسم براه الهوى

غدا موسما لوفود البلى ... وراح مراحا لسرب المها

عجبت لطيف خيال سرى ... من السدر أنى إلي اهتدى

وكيف تجاوز جوز الحجاز ... وجوز الخميس وسدر المنى

ولم يثنه حر نار الضلوع ... وبحر الدموع وريح النوى

نذكر ايامنا بالعقيق ... وليلتنا بهضاب الحمى ولابن البين قصيدة يذكر فيها شيئا من هذا الجو البدوي الحافل بالغزلان ورحلة الجمال (٢) :

أفي كلل الأضعان غزلان رملة ... أم احتملت فيها جاذر وجرة

ولما تولت بالجمال جمالهم ... تولى جميل الصبر يوم تولت

بوادي الكرى لاقيتها وهي عاطل ... فأرسلت در العين لما تجلت

إذا نسمت ريح الصبا في جنابها ... ستنكر في سلسالها طعم عبرتي وإذا مضينا في اختيار الأمثلة كثرت وطالت، فحسبنا هذا القدر.


(١) المصدر نفسه: ٣٠١.
(٢) المصدر نفسه: ٣١٧.

<<  <   >  >>