للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي بعض تلك القصائد ما يذكرنا بذلك الاتجاه الذي انتحاه الشريف الرضي في قصائد " الحجازيات " تلك القصائد المبنية على نوع من الحنين المبهم مع الإشارة إلى الأماكن البدوية. وقد اقر ابن خفاجة انه نسج بعض قصائده على منوال قصائد الشريف ومهيار، فمما قاله ناظرا إلى الأول (١) :

ألا ليت أنفاس الرياح الرواسم ... يحيين عني واضحات المباسم

ويلثمن ما بين الكثيب إلى الحمى ... مواطئ أخفاف المطي الرواسم

ويرمين أكناف العقيق بنظرة ... تردد في تلك الربى والمعالم

فما أنسه يوما بذي النقا ... أطلنا به للوجد عض الأباهم ومن قوله ناظرا إلى شعر الثاني:

ويا بانة الوادي بمنعرج اللوى ... أتصغي على شطح النوى فأقول

ويا نفحات الريح من بطن لعلع ... ألا جاد من ذاك النسيم بخيل

ويا خيم نجد دون نجد تهامة ... ونجد ووخد للسرى وذميل ويقول ابن خفاجة في التعليق على ذكره لأسماء هذه الأماكن: " وأما اسماء تلك البقاع، وما انقسمت إليه من انقسمت إليه من صفة نجد أو قاع، فإنما جاء بها على أنها خيالات تنصب ومثالات تضرب، تدل على ما يجري مجراها، من غير ان يصرح بذكرها " (٢) ، يعني بذلك انه اتخذها رمزا لا حقيقة للإيماء إلى منازل يهواها وأشخاص يوليهم ثقته وحبه


(١) ديوان ابن خفاجة: ١٤.
(٢) ديوان ابن خفاجة: ٢٠٤

<<  <   >  >>