للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أمخبرتي كيف استقرت بك النوى ... على أن عندي ما يزيد على الخبر

وما فعلت تلك المحاسن في الثرى ... فقد ساء ظني بين أدري ولا أدري

يهون وجدي أن وجهك زهرة ... وأن ثراها من دمعي على ذكر

ويحزنني أني شغلت ولم أكن ... أسأل عما يفعل الدمع بالزهر

دعيني أعلل فيك نفسي بالمنى ... فقد خفت ألا نلتقي آخر الدهر

وإن تستطيبي فابدئيني بزورة ... فأنك أولى بالزيارة والبر

منى أتمناها ولا يد لي بها ... سوى خطرات لا تريش ولا تبرى

وأحلام مذعور الكرى كلما اجتلى ... سرورا رآه وهو في صورة الذعر وما نزال نجد في هذه القصيدة كما وجدنا في القصائد المشابهة تنويها خاصا بذكر جمال المرثية حيث يقول:

وهل لعبت تلك المعاطف بالنهى ... كسالف عهدي في مجاسدها الحمر

ونبئت ذاك الجيد أصبح عاطلا ... خذي أدمعي إن كنت غضبى على الدر

خذي فانظميها أو كليني بنظمها ... حليا على تلك الترائب والنحر

ولا تخبري كور الجنان فربما ... غصبنكه بين الخديعة والمكر وتتراوح القصيدة بين المبالغة والحديث العاطفي المباشر، ولكن الجانب العاطفي أقوى وأوضح من الجانب المتكلف. وللأعمى التطيلي قصائد في رثاء نساء ذوات سلطان ونقوذ من نساء المرابطين إلا أنها لا يمكن أن تكون كهذه القصيدة التي استوحاها؟ أو استوحى اكثرها - من موقف عاطفي ذاتي.

<<  <   >  >>