أنعموا جسمي فقد صار إلى ... " مركز التعيين " أم نفسي نعوا
كيف ينعمون نفوسا لم نزل ... قائمات بحضيض وبجو
ما أراهم ندبوا في سوى ... " فرقة " التأليف إن كانوا دروا وهذه القطعة ادنى في المستوى الشعري من قصيدة عبد الجليل، إلا أنها أدق أخذاً بالمشكلة الفلسفية والمصطلح الفلسفي. على أن هذا الاتجاه لم يعجب ناقدا مثل ابن بسام فوصفه بالهذيان؟ حسبما تقدم القول -. ووقف ابن بسام نفسه من بعض أشعار السميسر التي ذهب فيها إلى التشكك الفلسفي. وقد كان السميسر صاحب مقطعات، وهو يعد في شعراء الهجاء، وتشبه مقطعاته ان تكون نوعا مما يسمى في اللاتينية " الابجرام " epigram اللاذع المستدير، سواء أقصد بها قصد الهجاء العام أو التعبير عن نظرة فلسفية فمن ذلك قوله:
لا تغرنك الحياة ... فموجودها عدم
ليس في البرق متعة ... لامرئ يخبط الظلم وهو في هذا اللون من التفلسف يلحق بالاتجاه الزهدي العتاهي ولكنه لا يعدم في أثناء ذلك مسحة فلسفية شكية في مثل قوله، يعني ما بعد الموت: