للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذه الضرائب إنما تذهب إلى خزينة الدولة لا إلى جيوب الجباة. وقد أحس الشاعر أبو حفص الزكرمي العروضي بالمشكلة من ناحيتين: أولاً لان الذي طالبه بدفع الضريبة جاب يهودي، وثانيا لأنه كان يأمل أن يأخذ لا أن يعطي؛ ولذلك نسمعه يقول في إحدى قصائده (١) :

يا أهل دانية لقد خالفتم ... حكم الشريعة والمروة فينا

مالي أراكم تأمرون بضد ما ... أمرت، ترى نسخ الإله الدينا

كنا نطالب لليهود بجزية ... وأرى اليهود بجزية طلبونا

ما إن سمعنا مالكا أفتى بذا ... لا لا. ولا من بعده سحنونا

هذا ولو أن الأئمة كلهم ... - حاشاهم - بالمكس قد أمرونا

ما واجب مثلي يمكس عدله ... لو كان يعدل وزنه " قاعونا "

ولقد رجونا ان ننال بمدحكم ... رفدا يكون على الزمان معينا

فالآن نقنع بالسلامة منكم ... لا تأخذوا منا ولا تعطونا وتسلط اليهود هو ما أثار أبا إسحاق الالبيري الزاهد أيام وزارة ابن النغريلة اليهودي في غرناطة وجعله ينظم قصيدته؛ التي ساعدت على الثورة في ذلك البلد (٢) :

ألا قل لصنهاجة أجمعين ... بدور الندى واسود العرين

لقد زل سيدكم زلة ... تقر بها أعين الشامتين

تخير كاتبه كافرا ... ولو شاء كان من المسلمين


(١) معجم السلفي: ٤١ (نسخة عارف حكمت) .
(٢) ديوان الالبيري: ١٥١.

<<  <   >  >>