للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فعز اليهود به وانتخوا ... وتاهوا وكانوا من الأرذلين

ونالوا مناهم وجازوا المدى ... فحاق الهلاك وما يشعرون وقد اتبع الفقيه الزاهد في هذه القصيدة هذا الأسلوب النثري السهل ليبلغ كلامه الإفهام، ومدح باديس ليكسب ثقته، ثم تحدث عما رآه رأي العين في غرناطة:

واني احتللت بغرناطة ... فكنت أراهم بها عابثين

وقد قسموها وأعمالها ... فمنهم بكل مكان لعين

وهم يقبضون جباياتها ... وهم يخضمون وهم يقضمون ثم عرج على ذكر الترف الذي انصرف إليه الوزير اليهودي فقال:

ورخم قردهم داره ... وأجرى إليها نمير العيون

فصارت حوائجنا عنده ... ونحن على بابه قائمون

ويضحك منا ومن ديننا ... فانا إلى ربنا راجعون والبيت الأخير ربما كان يشير إلى ابن النغريلة عمل رسالة ينتقد فيها بعض ما زعمه تناقضا في القرآن الكريم. وقد تلمس الالبيري كل وسيلة لإثارة النفوس وحرض على قتل اليهودي وافتى بأن ذلك لا يعد عذرا ولتلك الفتوى قيمتها إذ تصدر عن فقيه زاهد:

فبادر إلى ذبحه قربة ... وضح به فهو كبش سمين

ولا ترفع الضغط عن رهطه ... فقد كنزوا كل علق ثمين

ولا تحسبن قتلهم غدرة ... بل الغدر في تركهم يعبثون

<<  <   >  >>