للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والهرمين والمنار، وحكام اللكام والغاز، وغانة السودان وغرائب البلدان " (١) . وقد مارس ابن مسعود الهزل في ضروب مختلف من الأشكال الأدبية فجعله تارة نثرا وتارة في أراجيز وثالثة شعرا من النوع الخفيف السهل. فمن هزلياته في المزدوج أرجوزة خاطب بها الوزير ابن بقنة على لسان جارية كان أهداها إليه، وفيخا تقول الجارية واصفة فقر ابن مسعود وسوء حله:

جعلتني أسيرة مملوكه ... لطلعة هائلة صعلوكه

يعز - على الفال - إلى مسعود ... وهو شقي ليس بالمحمود

ألحن في أشعاره من تيس ... أعجز في البيت من الضر يس

ولو ترى يا ذا الندى مثواه ... لقلت سبحان الذي بلاه

قطعه لبد دارس الآثار ... قد طرحت حول مكان النار وواضح ان غاية ابن مسعود من هذا التصور الهزلي لنفسه استعطاف الوزير ليرق الحال، ويمنح من العطاء ما يكفل للجارية عيشا حسنا وله قصيدة كأشعار أبي الرقعمق يصور نفسه فيها طبيبا حاذفا عرف الأدوية وبلغ من الحذق ما لم يبلغه السحرة (٢) .

هذا الطبيب المداوي ... هذا الحكيم المعاني

انا أبط بحذق ... نغانغ الصبيان


(١) الذخيرة١/٢:٦٧.
(٢) المصدر نفسه، وقارن هذا بإحدى مقامات السرقطي، وما يقوله " المحتال المكدي " فيها، في الفقرة الخاصة بالمقامات من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>