انا تكلفت صيد ... العنقاء بالورشان ويتحدش في اخرى عن شهوته إلى المطاعم الطيبة فيقول:
وإذا قيل لي بمن انت صب ... وعلام انسكاب دمع المافي
قلت بالسكباج والجمليات ... ورخص الشوا معا بالرقاق
وجشيش السميذ أعذبُ عندي ... من ضاب الحبيب عند القناق ويؤخذ مما قاله ابن بسام ان شعرابن مسعود هذا غزير في التندر من حالته البائسة وشكوى الفقر، وهو شعر شبيه بشعر الكدائين في المرق. واذا كان لهذا الظاهرة من معنى. فانها تدل على حال بعض تلك الطبقة من الشعراء التي جعلت الشعر وسيلة للكسب وعصا في التجواب. لكن يبدو ان النثر في هذا العصر كان أحفل بالسخرية من الشعر، - أو مما وصلنا من شعر على وجه الدقة - فكان الاديب أبو عبد الرحمن ابن طاهر، وكان صاحب مرسية فترة من الزمن، من أقدر الناس على النادرة، وله " عدة نوادر أحر من الجمر وأدمغ من الصخر " وله رسائل " في الدعابة والهزل "(١) أورد ابن بسام مقتطفات منها، ولكن روح السخرية فيها غير قوية. ولعل الاجتزاء ببعضها في الاختيار هو الذي أبهم ما فيها من مداعبات، ومن أوضحها تهكمه بصديق له حضر محاضرة شاطبة: " وحدثت انه دعيت نزال فكنت اول نازل، فقلت