للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن سياسة المسالمة والمواعدة لم تكن لتحفظ دولة تقوم بين عدة دول فاغرة إلى الالتهام، محدوة بالجشع في التوسع. ولذلك فان دولة بني جهور زالت ولم تعمر طويلا.

- ٤ -

وأصيبت الأندلس؟ في عهد الطوائف - بثلاث هزات عنيفة تركت اثرا بعيدا من اشاعة القلق والخوف والتوجس من المستقبل، وردد الأدب صداها، ولهذا السبب يجدر أن نوليها شيئا من الشرح في هذا المقام:

وأولاها استيلاء النورمانيين (الاردمانيين) على بربشتر (٤٥٦) وبلغ خبرها قرطبة في صدر شهر رمضان من ذلك العام " فصك الأسماع وأطار الأفئدة وزلزل أرض الأندلس قاطبة وصير لكل شغلا يشغل الناس في التحدث به والتساؤل عنه والتصور لحلول مثله " (١) . وقد صور ابن حيان هذه الحادثة بدقة، وخلاصة ما قال إن جيش الاردمانيين حاصرونا وجدوا في قتالها، ولم يتحرك يوسف بن هود لنصرتها، ووكل أهلها إلى أنفسهم، فظل العدو يحاصرها أربعين يوما، حتى قلت فيها الأقوات، فألحوا عليها، ودخلوا المدينة الخارجية، فتحصن الناس في مدينتهم الداخلية، وكانت السقيا تستمد من سرب يفضي إلى النهر،


(١) الذخيرة - القسم الثالث (المخطوط) : ٥٨ - ٦٢ وصف لحادثة برتشر نقلا عن ابن حيان، وانظر النفح ٦: ١٩١ وما بعدها.

<<  <   >  >>