للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العلماء والفلاسفة القدماء اولا ويتبعهم ذكر بعض المشهورين من علماء العرب. وإذا استشهد بالشعر ذكر بيتا لأبي نواس ثم بيتا لأبي تمام وثالثا للمتنبي، مراعيا في ذلك التدرج الزمني. ثم يجيء قسم مبني على مجموعة من الأمثال والأبيات التي يحلها أو يستشهد بها؛ ومن تأمل الرسالة على هذا النحو وجد بين الفاتحة والخاتمة قسمين كبيرين: قسم الإشارات إلى أشخاص ذوي اتجاهات متعددة ومنازل متباينة، وقسم أكثره سرد للأمثال وربط بينها لتظهر في وحده كلية. ولم يكن إبراز الثقافة وقفا على ابن زيدون في هذه الرسالة، فهذه الطريقة قد شاعت في النثر الأندلسي حتى اصبح عماده أحياناً حل الشعر وإيراد المثل وتضمين أبيات.

ويبدو من هذه النماذج التي أوردتها أن السخرية في الأدب الأندلسي عادت فتبددت بين رغبة في التصوير ورغبة في الهجاء. ولكن مهما يكن من شيء فان اثر الجاحظ في الرسائل ما يزال فيها ظاهرا وسيتجلى جانب آخر من هذه السخرية عندما ندرس الرسائل في فصل مستقل عن النثر، كما أن اتجاها هزليا في الشعر يقف الشاعر عليه جهده وقريحته وربما لم يتعده إلى سواه.

٦ - الغزل:

لم يكن للغزل في العصر الأموي السابق شاعره المتفرد، ولكن الشعر الغزلي كان غزيرا، وكتاب " الحدائق " لابن فرج يمثل هذه الغزارة، وتسيطر على ذلك الغزل كثرة التذلل والشكوى وذكر الدموع والسهر وامتحان صدق الحب بتمني الموت وإظهار الغيرة الشديدة وغير ذلك من المظاهر التي منحها ابن حزم في " طوق الحمامة " دراسة قائمة على شيء من التجربة والتفلسف. وقد دلنا ابن حزم عل شيء من نظرة الأندلسيين؟ في عصره

<<  <   >  >>