وطائعة الوصال صددت عنها ... وما الشيطان فيها بالمطاع
بدت في الليل سافرة فبانت ... دياجي الليل سافرة القناع
فملكت الهوى جمحات شوقي ... لأجري في العفاف على طباعي
وبت بها مبيت الطفل يظمأ ... فيمنعه الفطام عن الرضاع
كذاك الروض ما فيه لمثلي ... سوى نظر وشم من مناع
ولست من السوائم مهملات ... فاتخذت الرياض من المراعي ويقول في الأخرى:
بأيهما أنا في الحب بادي ... بشكر الطيف أم شكر الرقاد
سرى فازداد بي أملي ولكن ... عففت فلم أنل منه مرادي
وما في النوم من حرج ولكن ... جريت من العفاف على اعتيادي ومن الغريب أن يذهب في هذا الاتجاه نفسه شاعر كالرمادي، وصورته لدينا في الإقبال على اللذات والاستهتار صورة واضحة تلحقه بالنواسي؛ فهو يقول في إحدى مقطوعاته:
وكان في تحليل أزراره ... أقود لي من ألف شيطان
فتحت الجنة من جيبه ... فبت في دعوة رضوان
مروة في الحب تنهى بأن ... يجاهر الله بعصيان وقد فلسف ابن حزم هذا الصراع بين الشهوات والإقلاع عنها، فذهب إلى القول بأن في الإنسان طبيعتين متضادتين: إحداهما هي العقل وهو الذي يشير بخير ويحض عليه، والثانية هي النفس وهي التي لا تشير