للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والماء أنت وما يصح لقابض ... والنار أنت وفي الحشا تتوقد وله فيها ايضا:

عساك بحق عيساك ... مريحة قلبي الشاكي

فان الحسن قد ولاك ... إحيائي وإهلاكي

وأولعني بصلبان ... ورهبان ونساك

ولم آت الكنائس عن ... هوى فيهن لولاك ويتلاعب ابن الحداد بالمعاني المستمدة من الجو المسيحي من تثليث واعتراف وزنار وأنجيل ومحبة، ويبدو في ما اختاره ابن بسام من شعره، انه كان جادا في حبه صادقا في التعبير عن عاطفته، وان نصيب شعره من حرارة الوجد يتميز على كثير من سائر الغزل الأندلسي.

وقد تظهرنا المقارنة بين قصة ابن الحداد وصاحبته " نويرة " وبين قصة ابن زيدون وصاحبته " ولادة " (والقصة الثانية من أشهر قصص الحب في الأندلس) على فروق كثيرة، فقد أصبحت صورة ابن زيدون وولادة طاغية على ما سواها من قصص الحب والغزل الأندلسيين، وسبب ذلك أنها قصة تمثل العلاقة الأرستقراطية بين اثنين من السادة، أحدهما مخزومي النسب، وصاحبته أموية من بيت الخلافة، ولذلك خلدت قصة ابن زيدون ونسي ابن الحداد. ثم إن ابن الحداد كان قد تورط في حب فتاة على دين غير دينه، وأكثر في شعره من التحدث عن المعاني المتصلة بذلك الدين، وما أظن أن مثل ذلك الشعر يحدث صدى كبيرا في بيئة محافظة. هذا إلى فرق كبير في ما أحرزه الرجلان من الطريقة الشعرية: فابن زيدون بحتري الموسيقى والسياق سهل سائغ، أما ابن

<<  <   >  >>