في هذا الموضوع ايضا، فله رسالة يحمل فيها " بعث الإيمان ووفد الرحمن " تحياته إلى الرسول ويقول: " فهل انتم للأمانة مؤدون، ولأخيكم بالدعاء له في تلك المواقف ممدون، وبلسان ضميره متكلمون، وبحيته على خاتم الرسل (صلى الله عليه وسلم) مسلمون، ولتربته عنه بشفاهكم مصافحون؟ " ثم يشفع ذلك كله بثلاث مقطعات توسلية يشكو فيها ثقل ذنوبه ويتشفع بجاه الرسول الكريم وبقول إحدى تلك المقطوعات:
يا رسول المليك نفسي تتقون ... وذنوبي مثبطات تعوق
كم تعرضت للقبول ولكن ... ليس للزائف المبهرج سوق كلما قلت قد خلصت إلى البر ادعاني بتشاهديه العوق ... وبعيد أن تستجيب إلى الرشد قلوب للغي فيها حقوق ...
قيدتني الذنوب بل أسكرتني ... (١) فصبوح لا ينقضي وغبوق ولذلك أرى أن رثاءه للحسين لا يدل على نزعة شيعية وإنما هو داخل في حبه العام للرسول الكريم وآله.
٩ - نزعة شعوبية:
وكانت الدولة الأموية تمثل رابطة مروانية عربية معا، فلما زالت تلك الدولة ظهرت بوادر العربية ضعفت في ظل بعض الدول المستقلة من صقالبة وبرابرة، وقد رأينا في العصر الأموي كيف كان الصراع بين المولدين والعرب مجالا للمناقضات الشعرية، ولا بد من ان نفترض ان الشعور الشعوبي كان موجودا هنالك في نفوس