وحاصر الاذفونش طليطلة ومعه ابن ذي النون سنة ٤٧٤، ولم يثبت ألط ليطلون لحصاره، وتراموا على إذ فونش يشكون ابن ذي النون، وبستصرخونه عليه، فلم يستمع إليهم. وكان القادر قد تعهد لصاحبه بأن يؤدي إليه حصونا وأموالا لقاء تلك المساعدة، وألح إذ فونش عليها بجيوشه، فغلت الأسعار، وكثر القتل والجلاء والتخريب. وطفق سكانها يستصرخون ملوك الطوائف فلا يجدون معينا، فتوسل المشيخة إلى إذ فونش لعله يرضى عنهم، فأدخلهم عليه حاجبه شئنند، الذي كان من قبل يعمل عند المعتضد ابن عباد، فأراهم أذفونش أن مصابرتهم لن تجديهم، وأن أحدا من ملوك الطوائف لن ينصرهم، وأطلعهم على ذلة وفود أولئك بباله، وانه يستنكف أن يأخذ منهم الضريبة التي ترده من أولئك الملوك. فخرج مشيخة طليطلة من عنده متعجبين يائسين، وسلموه البلد، فدخله على حكمه. وعندئذ وجد انه يستطيع أن يماحك ملوك الطوائف فأخذ يغلو في إذلالهم ويشتط فيما يطلبه منهم.
وولى ششند حكم المدينة فأدارها إدارة عادلة أمالت إليه القلوب وزادت في نفور الناس من ملوك الطوائف، وكان ششنند يرى أن تعطى البلد لأبن ذي النون وأن تبقى عامرة بأهلها، وأن لا يلح أذفونش على ملوك الطوائف لأنهم في حقيقة حالهم عمال عنده، فلم يقبل نصحه، وبدأ يغير جامع طليطلة ويحوله إلى كنيسة عام ٤٧٨، ولم يكن فيه من أحد إلا إمامه الشيخ المغامي وهم يستعجلونه ليخرج منه " وبين يديه أحد التلامذة يقرأ، فكلما قالوا له عجل، أشار هو إلى تلميذه بأن أكمل، ثم قام ما طاش ولا تهيب، فسجد به وأقترب، وبكى عليه مليا وأنتحب، والنصارى يعظمون شأنه، ويهابون مكانه، لم تمد إليه