للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يد، ولا عرض له بمكروه أحد (١) ".

وقد كان لسقوط طليطلة أثر عظيم في نفوس أهل المدن الأندلسية الأخرى، وهو الحادث الذي جرت نتائجه إلى استدعاء المرابطين.

ونثلث هذه النكبات بذكر ما جرى على بلنسية، وأن كانت قد سقطت بعد استيلاء المرابطين على معظم الأندلس، وإنما نوجز خبرها لنعود إلى السياق التاريخي فنتحدث عن استقدام المرابطين ثم اندثار إمارات الطوائف.

وكان بطل هذه الحادثة هو السيد القنبيطور الذي نسجت الأساطير الكثيرة من بعد حول بطولته وامجاده، وكان قد ربي في بلاط بني هود، واستغله هؤلاء في أعمالهم الحربية " واستعرب " بعض الشيء " فكانت تدرس بين يديه الكتب، وتقرأ عليه سير العرب، فإذا انتهى إلى أخبار المهلب، استخفه الطرب، وطفق يعجب منها ويعجب (٢) ، ونتلخص قصة انحائه على بلنسية في أن اذفونش لما أخذ طليطلة وعد ابن ذي النون أن يعطيه بلنسية فذهب هذا إلى قونكة عند أشياعه بني الفرج وبقي فيها حتى مات صاحب بلنسية؟ ابن عبد العزيز - وعندئذ دخلها ابن ذي النون.

وفي تلك الأثناء كان المرابطون قد اخذوا يحتلون البلاد ويدين لهم


(١) الذخيرة ٤/١: ١٣٢ وخبر الاستيلاء على طليطلة في الصفحات ١١٦ - ١٣٢ وراجع ما كتبه الأستاذ ليفي بروفنسال في " الإسلام في المغرب والأندلس "، الفصل الرابع ص١١٩ - ١٥٠ (الترجمة العربية) .
(٢) الذخيرة - القسم الثالث (المخطوط) ٣٢، والخبر عن سقوط بلنسية ورد في الأوراق ٢٢ - ٣٣؛ وانظر الفصل السادس من كتاب " الإسلام في المغرب والأندلس " ١٦٥ - ١٩٧ فهو دراسة عن السيد، والفصل السابع في استيلاء السيد على بلنسية: ٢٠٠ - ٢٣١.

<<  <   >  >>