ملوك الطوائف، فخافهم أحمد بن يوسف بن هود صاحب سرقطة على ملكه، فسلط القنبيطور على بلنسية لكي يجعله عقبة تحول بين المرابطين وتمنعهم من الوصول إلى دولة سرقسطة. فأقام القنبيطور على تلك المدينة وتسلم زمامها ثائر يدعى القاضي ابن جحاف، فتخلص من ابن ذي النون أو قتله أقارب ابن الحديدي ثارا للفقيه المتقدم ذكره.
ولم يكن ابن جحاف إلا فقيها لا يحسن أمور السياسة " ولم يعلم أن تدبير الأقاليم غير تلقين الخصوم، وأن عقد ألوية البنود، غير الترجيح بين العقود وانتحال الشهود " فقوي طمع لذريق؟ وهو أسم السيد - في أخذ المدينة وألح عليها بالحصار، وأخذ ابن جحاف يستصرخ المرابطين وقبل أن تصله النجدات، اضطر إلى تسليم المدينة. وعندئذ طالبه السيد بذخيرة نفيسة كانت لأبن ذي النون فأنكر أنها عنده، وحلف أمام أهل الملتين على ذلك، وأخذ القنطيبور عليه عهدا أنه أن وجدها عنده حل سفك دمه، وبعد البحث عنها وجدها، فأضرم للفقيه نارا وأحرقه، كما أحرق رجالا آخرين. " وأضرم هذا المصاب الجليل أقطار الجزيرة يومئذ نارا وجلل سائر طبقاتها حزنا وعارا ". وظلت بلنسية كذلك حتى استعادها أمير المسلمين عام ٤٩٥.
- ٥ -
كان الفونس السادس (أذفونش بن فرذلند) قد وضع نصب عينيه الأستيلاء على الأندلس، ولكن سياسته اتجهت نحو اضعاف ملوك