للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الدارسين (١) : " كان ابن عمار وصوليا؟ إذا صح هذا التعبير - مع أخلص أصدقائه، فقد خان المعتمد صديقه وولي نعمته، واستغل ضعف ابن طاهر، رغم ما بينهما من علاقات وثيقة ليوقع به كما لم يسلم من لسانه السليط، أمير بلنسية، عبد العزيز بن أبي عامر؛ والمعتصم ابن صمادح أمير دانية الذي كانت تربطه بالشاعر أوثق الصلات غضب عليه واستنكر أعماله؟. ". هذا إلى أنه وثق علاقاته بالفونس السادس، لكي يستعين به على تحقيق نآربه. ويقول الدكتور صلاح خالص في تصويره لانتشار المغامرين في الأندلس من أمثال ابن عمار: " لقد كان هؤلاء المغامرون منتشرين آنذاك في كل جوانب الأندلس، ولا سيما في بلاطات الملوك وقصور الأمراء يتلمظون بانتظار فرصة يانحة وصفقة رابحة ولقمة سائغة " (٢) .

٢ - طبقة الفقهاء: وقد شملت هذه الروح الانتهازية عددا كبيرا من طبقة الفقهاء، حتى حين كان الفقيه مشهودا له بسلامة اليد واللسان وجر ذلك إلى اختلال في القيم عامة، وسر ذلك أن الفقهاء كانوا ذوي شأن كبير في الحياة الأندلسية، قال عبد الله بن بلقين في مذكراته: " ولم تزل الأندلس قديما وحديثا عامرة بالعلماء والفقهاء وأهل الدين، واليهم كانت الأمور مصروفة إلا ما يلزم الملك من خاصته وعبيدة وأجناده؟ وأما ماكان بينهم من مظلمة أو قضية وكل حكم يرجع للسنة فأنما كان لقاضي البلدة " (٣) .

ومع ذلك لم يكن الفقهاء والقضاة في طليعة المغامرين عندما سقطت


(١) محمد بن عمار الأندلسي: ٧٩.
(٢) المصدر السابق: ٨١.
(٣) مذكرات الأمير عبد الله: ١٧ - ١٨.

<<  <   >  >>