للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وجوار وكيف ظل يتحيل على الخمار حتى عرف موضع صاحبه وعندئذ ذهب إليه واستخرجه وجلسا معا في الحان فقضيا يوما جميلا طلب الحارث على أثره من أبي زيد السروجي ان يخلده في شعر " فقلت يا أبا زيد أن لهذه الأيام أوابد كأوابد الوحش فقيدها بالسهام وخلدها في الأوهام، واعقلها بالمأثور، ووكل المنظوم بالمنثور " وتختتم المقامة بمقطوعة من السروجي.

وتختلف هذه المقامة عن مقامات الحريري في طولها وميل منشئها إلى ان يجرب قلمه في وصف عدة " مقامات "، فهناك منظر في الريف وآخر في بيت الحارث ثم ثلاث قصائد متتابعة ثم تفتيش عن السروجي ثم وصف الحان وحوار طويل بين الحارث ورب الحان، ثم اللقاء والحوار بين الحارث والسروجي، ثم وصف اليوم الذي ختمت به تلك الأحداث؛ ولا يلتزم هذا المنهج إلا كاتب لا يود أن ينشئ عدة مقامات متفرقة وإنما هو ينشئ مقامة أو اثنين ويحاول ان يعرض براعته في رسم مناظر متعددة يجمعها معا في مقامة واحدة.

٧ - المقامات اللزومية للسرقسطي:

هي خمسون مقامة عارض بها السرقسطي مقامات الحريري وتأثر في طبيعة سجعها؟ كما يوحي اسمها - بطريقة أبي العلاء المعري إذ بناها على لزوم ما لا يلزم، وقد كتب في آخرها أنها المقامات التميمية السرقسطية لأن مؤلفها هو أبو الطاهر محمد التميمي المنسوب إلى مدينة سرقسطة ويعرف بابن الاشتركوبي نسبة إلى اشتركوبي من أعمال تطيلة وقال ابن الزبير في ترجمته: كان لغويا أديبا شاعرا معتمدا في الآداب فردا متقدما في ذلك في وقته، قال: عليه اعتمدت في تفسير الكامل للمبرد لرسوخه في اللغة؛ وشعره كثير مات بقرطبة يوم الثلاثاء

<<  <   >  >>