الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة؟ أي في آخر عصر المرابطين -.
والشخصيتان الرئيسيتان في المقامات هما السائب بن نمام والشيخ أبو حبيب وهو رجل سدوسي محتال أصله من عمان. وأحيانا يذكر في بعض المقامات شخص ثالث اسمه " المنذر بن حمام " ولا دخل له في أحداث المقامة وإنما هو رواية يتلقى حديث المقامة عن السائب بن تمام الذي يكنى بأبي الغمر ويتدخل في قصة المقامة أحيانا فتيان هما ابنا الشيخ السدوسي؟ أو أحدهما - والأول منهما حبيب والثاني غريب.
ولا تحمل كل واحدة من المقامات اسما علما كما فعل الحريري ومن قبله البديه، وإنما سمي بعضها كالسابعة فإن اسمها " البحرية " وسميت ثلاث أخر بنوع السجع السائد على كل واحد منها فواحدة تسمى المثلثة لأنها بنيت على ثلاث سجعات، واخرى تسمى المرصعة لتقابل عبارتها في سجعتين سجعتين، وثالثة تسمى المدبجة لتقابل كل عبارتين منها في ثلاث سجعات مثل " ريان الحداثة والشباب وريعان الدماثة والحباب ". أما المقامات الأخرى التي جعلت لها عناوين فهي الثامنة والعشرون وتسمى " الحمقاء " والموفية ثلاثين وهي مقامة الشعراء، والحادية والأربعون وهي مقامة الدب والتي تليها وهي الفرسية والثلاث التاليات وهي مقامة الحمامة والمقامة العنقاوية والمقامة الاسدية، والأخيرة وهي مقامة في النظم والنثر. وقد اتبع السرقسطي في كل مقامة من المقامات (٣٢ - ٤٠) طريقة خاصة في السجع فبني خمسا منها على الحروف فهناك الهمزية والبائية والجيمية والدالية والنونية، ثم بنى اثنين على نسق حروف ألف باء آخرين على نسق أبجد. وهذه المقامات (٣٢ - ٤٠) هي اشد مقاماته تصنعا وتكلفا وأما ما عداها فان السجع فيه سهل سائغ لا يحس قارئه فيه تعسفا أو مغالاة