للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

" أي بني اللئيمة وأعيار الهزيمة، إلام يزيفكم الناقد ويردكم الفارس الواحد فليت لكم بارتباط الخيول، ضأنا لها حالب قاعد، لقد آن أن نوسعكم عقابا، وإلا تلوثوا على وجه نقابا، وأن نعيدكم إلى صحرائكم، ونطهر الجزيرة من رحضائكم " (١) .

وكان من الطبيعي، لهذا المقام الذي احرزه الفقهاء، أن يكونوا أول المغامرين حين ضعفت الدولة المرابطية، وأن يعلن كل واحد منهم الاستقلال في بلدة، وتعود الحال إلى ما كانت عليه عندما سقطت الدولة الأموية مع فرق واحد، وهو أن المنتزيين الآول من طبقات الفرسان والجند في الغالب، أما الثائرون عند انهيار المرابطين، فاكثرهم من القضاة.

٣ - مظاهر الترف في عهد الطوائف:

كانت الضرائب التي فرضها الأمراء على الناس باهظة ثقيلة لحاجتهم إليها في سد ثغرات فتحوها على انفسهم؛ واكبر الثغرات ثلاث: الضريبة السنوية التي يتقاضاها الاذفونش، ومقدارها خاضع للمساومة متأثر بحال الرضى والغضب ولكنها على أي حال ضريبة ثقيلة تحصل من الرعية توا في أغلب الأحيان، ففي بعض السنوات فرض على عبد الله بن بلقين مبلغ عشرة آلاف دينار كما فرض على حفيد ابن ذي النون مائة وخمسين ألف مثقال طيبة وخمسمائة مدي طعام له ولجنوده كل ليلة يقيمها (٢) . وقد ترك لنا ابن بسام وثائق هامة عن كيفية جمع الضريبة من رقاع رآها بأحد بيوت الأشراف خوطب بها العمال في استعجال قبض. تلك الأموال، فما


(١) المعجب: ١١٤.
(٢) مذكرات: ٧٦، ٧٧.

<<  <   >  >>