للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كتب إلى قواد البلاد على لسان المعتمد: " الحال مع العدو قصمه الله بينة لا تحتاج إلى جلاء ولا كشف، معروفة لا تفتقر إلى نعت ولا وصف، ومن لا يمكن مقاواته ومخاشنته، فليس إلا مداراته وملاينته، وكان؟ فل الله حده وفص جنده - قد اعتقد الخروج في هذا العام إلى بلادنا، عصمها الله، بأكثف من جموعه في العام الفارط وأحفل، وأبلغ في استعداده وأكمل، إلا أن الله تعالى يسر من إنابته إلى السلم ما يسر، ونظر لنا من حيث لا نستطيع أن ننظر، ووقع الاتفاق معه على جملة من المال، تقدم إليه ويستكف بها الشر المرهوب لديه. فكم حال كانت بخروجه نتلف، ونعمة بأيدي طاغية تنتسف، والرعية حاطها الله في هذا العام على ما يقتضيه، ما عم البلاد من الفساد، وشملها من جائحة القحط والجراد " (١) . وبما أن حال الرعية سيئة لما دهمها من الجراد والقحط، فهو يطلب في رسالته هذه أن يقوم بالدفع أناس سمى أسماءهم في رسالته ومقدار ما يدفعه كل واحد منهم.

ثم الضريبة المفروضة لدفع مرتبات الجند، وترتفع كلما كانت الحروب والفتن دائرة بين الأمراء أنفسهم، وهي في الاحوال العادية " جزية " على الرؤوس تسمى - القطيع - وتؤدي مشاهرة، وضريبة على الاموال من الغنم والبقر والدواب والنحل؟ وقبالات على كل ما يباع في الاسواق، وعلى اباحة بيع الخمر من المسلمين في بعض البلاد (٢) . وقد بلغت الضريبة التي كان يتقاضاها مظفر ومبارك عن بلنسية وشاطبة مائة وعشرين الف دينار كل شهر، سبعون تحصل من بلنسية وخمسون من شاطبة (٣) . اما


(١) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ١٠٣.
(٢) الرد على ابن النغريلة: ١٧٦
(٣) الذخيرة - القسم الثالث (المخطوط) : ٤

<<  <   >  >>