للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في تقدير نفقات الحروب الداخلية فيكفي أن نذكر أن المظفر ابن باديس أنفق لأخذ وادي آش ستة بيوت من المال دراهم ثلثية في البيت الواحد منها مليون دينار ثلثية (١) . ويشبه هذا النوع من الضريبة إعطاء القرى لمتقبلين من حاشية الأمير ليستخرجوا منها أقصى ما يمكن استخراجه، كي يوفروا لأنفسهم ما يزيد على قيمة القبالة. وفي هذا كله تعرض الرعية لضروب من التنكيل والعسف. ومن هذه الضريبة ومن غيرها من طرق الجباية يوفر الأمراء ما يسدون به الثغرة الثالثة، أعني انفاقعم على بناء القصور والدور واقتناء فاخر الاثاث ورفيع الرياش وسائر صنوف الترف. والناظر إلى هذه الطبقات يرى ثراء واسعا يجوز حد التخيل. ومن الطبيعي أن يكون إلى جانبه حرمان عسير شامل لطوائف كثيرة من الناس، وأن تنتشر الكدية على نطاق واسع.

وكانت الدار تكلف بعض الأغنياء مائة الف دينار، وأقل منها وفوقها (٢) . ودفع هذيل بن رزين صاحب السهلة في شراء قينة حاذقة ثلاثة آلاف دينار (٣) . ولما نزل الأمير عبد الله بن بلقين صاحب غرناطة ليوسف بن تاشفين عن أمواله كانت؟ فيما يبدو - مقادير جسيمة. وقد حاول أن يستبقي لنفسه ما ينفع به، فاحتفظ بسفط ذهب فيه عشرة عقود من أنفس الجوهر ويذهب مبلغ ستة عشر الف دينار مرابطية وخواتم، وحاولت امه أن تسكت على نحو خمسة عشر عقدا ومقادير من الذهب، إلا أن المرابطين حالوا دون ذلك كله (٤) . ومن جملة ما وجد لديه سبحة


(١) المذكرات: ٥٦.
(٢) الذخيرة - القسم الثالث (المخطوط) : ٥.
(٣) المصدر السابق: ٣٤.
(٤) المذكرات: ١٥٦، ١٥٨.

<<  <   >  >>