للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأن لم يكن زمن نبي فالقاضي مسؤول عن ذلك كله (١) . ولذلك كانت عينه مسلطة على نقائص المجتمع، فمقبرة إشبيلية يذهب فيها اناس يشربون الخمر، وفي أيام العيد يجلس فيها الشبان لاعتراض النساء، والحساب فساق، سواء جلسوا في أفنية المقبرة أو جلسوا في دورهم ولذلك يجب ان يمنعوا من الانفراد مع النساء، والدارات موضع أوكار ولا سيما في فصل الصيف، وقت القيلولة، فلا بد من تفتيشها، وضروب الغش في المصنوعات والمبيعات كثيرة، وكذلك صنوف الحيل ونقص الذمة في البيع والشراء، والرشوة وأخذ الجعائل وأخذ الصيرفيين للربا.

٥ - الغناء:

لم يتح للغناء الأندلسي رجل مثل ابي الفرج الأصفهاني، يحدثنا حديثا صافيا مستوفى عن الغناء، وطبائع الألحان، وطبقات القيان والمغنين، ولكنا نقدر أن الأصول التلحينية التي وضعها زرياب وتلامذته ظلت أساسا للغناء الأندلسي، وربما جدت تفريعات في شؤون الألحان، اقتضتها طبيعة الموشحات والأزجال. وقد ذكر ابن سناء الملك عند حديثه عن الموشحات ان أكثرها مبني على تأليف الارغن، وأن الغناء بها على غير الارغن مستعار وعلى سواه مجاز (٢) .

ويقول ابن بسام ان الشاعر ابن الحداد القيسي الف كتابا في العروض مزج فيه بين الانحاء الموسيقية والاراء الخليلية، ورد فيه على السرقسطي


(١) المصدر نفسه:٦٠
(٢) دار الطراز:٣٥

<<  <   >  >>