للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المنبوز بالحمار، ونقض كلامهم فيما تكلم عليه من الاشطار (١) . ولكنا لا نستطيع، وهذا الكتاب مما لم يصلنا، ان نتصور طبيعة " الانحاء الموسيقية " التي يشير إليها ابن بسام.

وتغفل المصادر ذكر شيء واضح عن الناحية الموسيقية حتى عصر المرابطين وظهور ابن باجة فيلسوف الأندلس وامامها في الألحان (٢) ، وكان وزيرا لأبي بكر بن تيفلويت صاحب سرقسطة، فلما توفي نظم ابن باجة قصائد في رثائه، وغنى بها في ألحان مبكية (٣) . ومن نماذج تلك القصائد:

سلام وريحان وروح ورحمة ... على الجسد النائي الذي لا أزوره وعلى يد ابن باجة تخرج بعض التلامذة، ونعرف منهم أبا عامر محمد ابن الحمارة الغرناطي، الذي برع في علم الألحان، واشتهر عنه انه كان يعمد للشعراء فيقطع العود بيده، ويصنع منه عودا للغناء، وينظم الشعر ويلحنه ويغني به (٤) ومنهم إسحاق بن شمعون اليهودي القرطبي " أحد عجائب الزمان في الاقتدار على الألحان " وكان يغني ويضرب بالعود (٥) ، وأخذ طرائق عن كلب النار (٦) ، وهذا؟ فيما يبدو - كان من حذاق العارفين بطرائق الموسيقى، ولكنا لا نعرف عنه شيئا واضحا كذلك.

أما المغنون والمغنيات فقد عرفنا بعض أسمائهم وبعض ما كانوا يتغنون


(١) الذخيرة ١⁄٢:٢٠١
(٢) المغرب: ١٢٠.
(٣) المصدر نفسه:
(٤) المغرب ٢: ١٢٠.
(٥) المغرب ١: ١٢٧.
(٦) المصدر نفسه.

<<  <   >  >>