للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

به. فكان الحكيم النديم أبو بكر ابن الاشبيلي مغنيا بقصر الرشيد ابن المعتمد (١) ، وكان محمد بن الحمامي مغنيا عند بني حمود وقد غنى في مجلس العالي يوما بشعر ابن المعتز:

هل يزيل البين المحتال ... أن غدت للبين أجمال وغنى في مجلس آخر بشعر محدث أوله:

إذا بلغني يا ناقتي المسمي إدريسا (٢) ... ولكنا لا نعلم كيف كانت هذه الأغاني تلحن.

وكان اقتناء امرا متصلا بطبيعة الترف في قصور الأمراء ودور الأثرياء، وهم يغالون في اثمانهن إذا أحسنت الجارية فنونا متنوعة من علم وخط وشعر؟ الخ. فقد حرص المعتضد على شراء قينة عبد الحليم الوزير من قرطبة إثر وفاته لما وصفت له بالحذق في صنعتها (٣) ، وأهدى مجاهد العامري من دانية إلى المعتضد جارية عرفت باسم العبادية، وكانت ظريفة أديبة كاتبة شاعرة ذاكرة لكثير من اللغة (٤) ، وكان هذيل بن رزين صاحب السهلة يبتاع الجواري المغنيات المحسنات، ويطلبن بكل جهة، فكانت ستارته ارفع ستائر الملوك. وقد دفع في جارية ابن الكتاني المتطبب ثلاثة آلاف دينار، وكانت واحدة القيان في وقتها من


(١) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ١٥٤.
(٢) الذخيرة ١⁄٢: ٣٥٥.
(٣) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ١٢.
(٤) Abbadidarum ٢: ٢٣٥

<<  <   >  >>