للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القديمة، بسبب طول ممارسته له واستقامة منهجه، فيما يبديه من ملاحظات استخرجها من تجاربه المباشرة " (١) . وقال فيه ابن الأبار: " ولم تأت الأندلس بمثله، آخر أرصاده بقرطبة، وكان أكثر رصده قبل ذلك بطليطلة في أيام المأمون " (٢) .؛ ومن المشتغلين بالعلم ايضا في طليطلة، أبو عامر بن الأمير المقتدر بن هود، وكان يضيق إلى معرفته بالعلم الرياضي اهتماما بالمنطق والعلم الطبيهي والالهي، ومن المهتمين بالطب ابن البغونش (- ٤٤٤) ، وقد درس على علماء قرطبة، فأخذ علم العدد والهندسة عن مسلمة المجريطي، وعلم الطب عن ابن جلجل وابن عبدون الجبلي وغيرهما، ثم خدم الظافر بن ذي النون والمأمون. وفي أواخر أيامه، ترك قراءة العلم وتنسك، وأقبل على قراءة القرآن، وقد لقيه صاعد وتبين له أنه قرأ الهندسة وفهمها، والمنطق وضبط كثيرا منه، ثم درس كتب جالينوس. ومن مشاهير الأطباء الذين استوطنوا طليطلة، ابن وافد اللخمي، وقد ألف كتابا في الأدوية المفردة جمع فيه بين كتابي ديو سقوريدس وجالينوس، وكان يرى أن التداوي بالغذاء مقدم على التداوي بالدواء.

أما سرقسطة، فعرف من علمائها الرياضيين الكرماني (- ٤٨٥) وأصله من قرطبة، وكان أحد الراسخين في علم العدد والهندسة، وله رحلة إلى المشرق، درس فيها الهندسة والطب، ثم عاد واستوطن سرقسطة. وهو الذي أدخل إليها رسائل إخوان الصفا لأول مرة ومنهم عبد الله بن أحمد السرقسطي، وكان نافذا في علم العدد والهندسة والنجوم، وتوفي ببلنسية (- ٤٤٨) . وهاجر ابن الكتاني المتطبب إلى


(١) نقلا عن تاريخ الفكر الأندلسي: ٤٥١.
(٢) التكملة: ١٣٨.

<<  <   >  >>