سرقسطة واستوطنها، وكان بصيرا بالطب متقدما فيه، ذا كظ من المنطق والنجوم وكثير من علوم الفلسفة. وفي سرقسطة، كان عدد من العلماء اليهود، منهم منجم بن الفوال، كان متقدما في صناعة الطب متصرفا في المنطق وسائر علوم الفلسفة، وله تأليف سماه " كنز المقل " رتبه على المسألة والجواب وضمنه جملا من قوانين المنطق وأصول الطبيعة. وكان معه بسرقسطة مروان بن جناح من أهل العناية بصناعة المنطق، وابن خبيرول الذي كان مولعا بالمنطق ايضا (- ٤٥٠) . وابن بكلارش الطبيب ومن كتبه " كتاب المجدولة في الأدوية المفردة " وابو الفضل حسداي بن حسداي الذي برع في علم العدد والهندسة والنجوم والموسيقى والمنطق، ثم ترقى إلى علم الطبيعة، فدرس كتاب الكيان لأرسطوطاليس حتى أحكمه ثم شرع في دراسة كتاب السماء بعده. وقد اتصل ابن باجة ببيئة سرقسطة هذه وتوجه إلى دراسة الفلسفة حتى تفوق فيها على نظرائه:
أما في غير هذين البلدين فنجد افرادا من العلماء كابن خلدون الحضرمي باشبيلية، والواسطي ابي الأصبغ الماهر في علم العدد والهندسة والفرائض بقرطبة، وابن شهر الرعيني البصير بالهندسة والنجوم في المرية، وفيها ايضا ابن الجلاب أحد المتحققن بعلم الهندسة وهيئة الأفلاك وله عناية بالمنطق والعلم الطبيعي. ومنهم ابن زهر الجد وكان يعمل في الطب بدانية زمانا طويلا ثم أنتقل إلى اشبيلية. واسحاق بن قسطار اليهودي الذي كان طبيبا لدى مجاهد العامري وابنه وكان مشاركا في علم المنطق مشرفا على آراء الفلاسفة وتوفي بطليطلة (- ٤٤٨) .
ونحن نلمح من هذا السرد السريع لاسماء العلماء شيئين أولهما قلة التواليف التي أثرت عنهم وثانيهما شيوع الاهتمام بالدراسات المنطقية، ولعل