هذا الموضوع أو ذاك. كما انه مع التزامه لتقسيم كتب ارسطوطاليس، جانب الاعتماد على بعضها مجانية كلية وادخل بعضها في بعض طلبا للأيجاز.
وقد قسم ابن حزم أهل عصره من حيث نظرهم إلى كتب الأوائل أربعة أقسام:
أ؟ - فريق حكموا على تلك الكتب بأنها محتوية على الكفر وناصرة للألحاد دون أن يقفوا على معانيها أو يطالهوها.
ب - قوم يعدون تلك الكتب هذيانا وهذرا وهؤلاء يحتاجون من يفهمهم أنهم على خطأ.
ج - قوم قرأوا هذه الكتب بعقول مدخولة واهواء مؤوفة وبصائر غير سليمة ولا بد من هدايتهم إلى وجه الحق.
د - قوم نظروا بأذهان صافية وأفكار نقية من الميل فاستناروا بتلك الكتب ووقفوا على اغراضها.
وأنفق ابن حزم في كتابه هذا جهدا كبيرا في وضع أسس المناظرة والجدل، وما ذلك إلا لحاجة أمثاله يومئذ إلى الدفاع عن القضايا الدينية، بوجه منطقي، وقد دل كتاب الفصل على الموقف الذي وقفه ابن حزم من علماء اليهود النصارى كما تشهد كتبه الأخرى بطبيعة المناظرة الحادة في وقفته أمام أهل المذاهب الأسلامية الأخرى، وهذه ناحية من أشد ضروب النشاط الفكري بالأندلس يومئذ.
واتماما للاتجاه الفكري لدى ابن حزم يحسن أن يرجع الدارس إلى رسالته في " مداواة النفوس ةتهذيب الأخلاق " ففيها مسحة فلسفية تخالط نظراته النفسية العميقة، وفيها دعوة إلى العزلة، تعد إرهاصا بنظرات ابن باجة في التوحد رغم المعايشة إذ يقول: " من جالس