للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حدث لأبي عامر بن الأصيلي فانه كان؟ كما يقول ابن بسام - جوابة آفاق؟ مشحوذ المدية في الكدية، وهي التي بلغته بلاد النصارى (١) ومن الجواربين عبد الرحمن بن مقانا الاشبوني الذي رجع إلى بلده " القبذاق " يعمل في الزراعة بعد ان شبع من التطواف (٢) ومن الشعراء المنتجعين الأسعد بن بليطة (٣) فانه تردد على ملوك الطوائف؛ ومنهم الجلماني فانه كان متجولا مستجديا بالأشعار (٤) .

وربما بلغ الفقر بهؤلاء الطوافين حدا بعيدا لاخفاقهم في استخراج الارزاق بالمدح؛ فقد انتجع أبو محمد بن مالك القرطبي المرية واميرها ابن صمادح، ورفع إليه قصائد كثيرة فلم يحظ منه بطائل، وظل يشكو الفقر دون ان يبلغ به شكواه إلى ما يسد العوز، فأخذ من ثم يتحدث عن غناه، فقال له بعض اصحابه ومن اين هذا الغنى وقديما تشكو الفقر؟ ومضوا معه إلى منزله فما وجدوا غير قلة فخار وقدح للماء ونح ثمانية أرطال دقيق في مخلاة (٥) . ومثل آخر على ما كان يعانيه شعراء هذه الطبقة من ضنك يتجلى في سيرة أبي بكر بن ظهار الشاعر، فقد انتجعه أحد الشعراء مادحا له فلم يجد ابن ظهار ما يعطيه فباع ثوبه ووجه إلى ذلك الشاعر بثمنه (٦) .

ويلحق بهذه الطبقة، وإن لم يكن من صميمها، صنف من المداحين


(١) الذخيرة - القسم الثالث (المخطوط) : ٢٧٢، ٢٧٣.
(٢) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ٣٠١.
(٣) المغرب ٢: ١٧ والذخيرة ١⁄٢: ٢٩٠.
(٤) المغرب ١:، ٣٧٨.
(٥) الذخيرة ١⁄٢: ٢٤٦.
(٦) المصدر نفسه: ٢٨٨.

<<  <   >  >>