للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أطلق عليهم في الأندلس " القوالين " وهم من المكدين الذين لا يصنعون شعرا وإنما يقفون على الأبواب مرددين قصائد غيرهم. فكان هؤلاء القوالون؟ مثلا - يتداولون بعض شعر السرقسطي لعذوبته وسلاسته (١) ، كما كاموا يرددون قصيدة ابن مقانا الاشبوني (٢) :

ألبرق لائح من أندرين ... ذرفت عيناك بالدمع المعين وهذا الوضع القائم على التجواب يجعلنا نفهم ثلاث ظواهر أدبية في هذا العصر: أولاها صلاحية الجو لفن المقامات والتهيئة لها على نحو ما، وثانيها ملاءمة التكسب التجوابي للنمو في فني الزجل والموشح (٣) ؛ والظاهرة الثالثة كثرة الرسائل التي تكتب في الشفاعات والوساطات من أجل أولئك الشعراء، فقد كان الواحد منهم يحتاج رسالة توصية من أحد المشهورين حتى يستطيه أن يبلغ مأمله، وربما كانت الحدود السياسية الكثيرة عاملا آخر في اللجوء إلى مثل تلك الرسائل. فمن رسائل أبي الحسن بن يشفع لبعض الشعراء: " لا غرو أن يقصدك؟ أثل الله سؤددك - مهدي حمد ومقتضي رفد، ويلم بك مستوجب معروف ومعاني صروق، فقديما غشيت منازل الكرماء، ونثبت فضائل العلماء، وهزت اعطاف الكبراء، بنغم الثناء والاطراء،؟.. وموصله؟ وصل الله اعتلاءك وحرس ارجاءك - (فلان) وهو ممن اضطره كلب الحرمان، ونوب الزمان، إلى اعتماد الكرام واسترفاد الأعيان،؟ وحسبه ما يرقع جانب خلته وينقع بعض غلته " (٤) . ولابن الجد أيضا رسالة اخرى من هذه البابة


(١) الذخيرة - القسم الثالث (المخطوط) : ١٠٧.
(٢) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ٣٠٣.
(٣) انظر الفصول الخاصة بالمقامات والموشحات والأزجال في هذا الكتاب.
(٤) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ١٢٥ - ١٢٦.

<<  <   >  >>