تبسم قبل تسليمي عليه ... وألقى كيسه قبل الوساد فقال الإخشيد للغلمان: بللتم الخيش؟ وقام ولم يجلس له حتى يفرغ.
وحدثني بعض غلمانه قال: كانت الهدايا تأتيه في الأعياد والنوروز والمهرجان، وكان قد اشتهر عنه محبة العنبر، وكان أكثر ما يهدى إليه، فكان إذا جاءت هذه الأوقات التي يهدى إليه فيها أخرج من خزانته العنبر إلى التجار فيشتريه الذين يهدونه إليه، فيحصل له الثمن الوافر ثم يعود العنبر. أقام سنين كثيرة يعمل هذا وقيل إنه اجتمع عنده قناطير. واحترق في سنة ثلاث وأربعين في دار أبي الفضل بعقبة ابن فليح لجاريته أم أولاده عنبر كثير، كان يشم على بعد، وكنت أسمع الناس يقولون: احترق لهم في دار أبي الفضل عنبر وأسفاط وأعدال وصيني ما مبلغه مائة ألف دينار.
وكان الإخشيد حسن التأمل والنظر: حدثني أبو الفرج البالسي الطبيب قال: اشتهى الإخشيد بقرية فعملت له، وكان رسمي إذا قدمت المائدة إليه أن أقف في طريق الطعام فأشرف على كل لون يقدم فأرد ما أرى رده، وأصلح ما أراه أرسل إليه، فجاءوا ذلك اليوم بالبقرية فكشفتها وأزلت منها ما يصلح إزالته، فأخذها كافور بيده وأدخلها إليه، ولم يكن رسمه أن يحمل طعاماً، فلما خرج قلت له: ما يزيدك الله بهذا إلا رفعة، فقال لي: كانت شهوة مولاي لها قوية فأحببت أن أدخل أنا بها. فلما رفعت المائدة دخلت إليه، وسألته عن أكله، فقال لي: كانت البقرية طيبة وأكلتها شهوة، فأيش أعجب ما كان فيها؟ فقلت: يقول الإخشيد أيده الله، قال: حمل كافور لها، وحياتك يا أبا الفرج لا جلس في هذا المجلس غيره، ولا أخذ هذا المال سواه.
وحدثني محمد بن الحسين المكفوف المفسر قال، قال لي الإخشيد: رأيت