للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عطاءه- وكانت له عليه مائة ألف درهم- وكتب إلى مروان- وهو عامله على المدينة- بأخذه بها فأخذه، وضاق بكثير الأمر، وقال لابنه وهب:

يا بنيّ ليس لنا غير أمير المؤمنين، فرحّله إليه وكتب معه يستعطفه- وفي أثناء ذلك ما قد ضيّق عليه مروان، [في] أخذه [١] بالمال- فاضطرّه إلى سعيد بن العاص أو غيره من أجواد المدينة، فسأله قضاء دينه فقال: قد فعلت وأمرت لك بمائة ألف أخرى تستعين بها على زمانك، فخرج وشكره، فلمّا أصبح ورد عليه ابنه من الشّام بكتاب الإفراج عنه، وبمائة ألف درهم لعطائه فصار إلى سعيد يعلمه أنّه قد استغنى عمّا أمر له، فلمّا رآه سعيد حسب أنّه جاء مذكّرا، فقال: الله أكبر، أحوجنا أبا وهب إلى المعاودة، يا غلام، احمل إلى داره مائتي ألف درهم، فاستعفاه كثير، وأعلمه أنّه قد استغنى، فحلف لا يرجع إليه المال، فسبقت كثير [ا] إلى بيته ثلاثمائة ألف درهم، فعنها قال أهل المدينة هذه المقالة.

وكأنّي بك- أرشدك الله- وقد نظرت في هذه الشّرائط، وتخلّلت


- بن الخطاب (رض) في تاريخ الطبري ٤: ٢٢٧ أن التجمير قريب من الحبس وعدم البراح.
[١] في الأصل: «مروان وأخذه ... » ولا يستقيم بها المعنى

<<  <   >  >>