للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣. واستدلوا أيضا بقصة أسامة ? المشهورة قال: "بعشنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة) (١)

فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أقال لا إله إلا الله وقتلته قال: قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح، قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا، فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ» (٢)، (٣)

والحديث فيه زجر شديد وتحذير من الإقدام على قتل من تلفظ بالتوحيد وتحذير صريح من تجاوز الظاهر والحكم على ما في القلب دون بينة، قال النووي -رحمه الله-: (وقوله -صلى الله عليه وسلم- أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟

الفاعل في قوله أقالها هو القلب (٤)، ومعناه


(١) الحرقات من جهينة: هم بطن من جهينة، وانظر في سبب تسميتهم الفتح ١٢/ ١٩٥.
(٢) حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ: (أي لم يكن تقدم إسلامي بل ابتدأت الآن الإسلام ليمحو عني ما تقدم) شرح النووي ٢/ ١٠٤.
(٣) رواه مسلم، واللفظ له كتاب الإيمان، " باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله " (مسلم بشرح النووي ٢/ ٩٩)، والبخاري، كتاب الديات "باب قول الله تعالى: {ومن احياها .. الآية) (الفتح ٧/ ٥١٧، ١٢/ ١٩١)، وانظر أحاديث شبيهة، مسلم بشرح النووي ٢/ ٩٨ - ١٠١، "كتاب المغازي" باب بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أسامة.
(٤) أي أقالها خوفا من السلاح أم لا؟

<<  <   >  >>