للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١. أن يكون المكره قادرا على تحقيق ما أوعد به، لأن الإكراه لا يتحقق إلا بالقدرة، فإن لم يكن قادرا لم

يكن للإكراه معنى ولا اعتبار.

٢. أن يكون المكره عاجزا عن الدفع عن نفسه بالهرب أو الاستغاثة أو المقاومة ونحو ذلك.

٣. أن يغلب على ظنه وقوع الوعيد، إن لم يفعل ما طلب منه (١).

لكن ينبغي أن نعلم، أنه وإن جاز قول الكفر أو فعله بسبب الإكراه إلا أن الصبر أفضل وأعظم أجرا، قال ابن بطال -رحمه الله-: (أجمعوا على أن من أكره على الكفر واختار القتل، أنه أعظم أجرا عند الله ممن اختار الرخصة) (٢).

ويقول الإمام ابن العربي -رحمه الله-: (إن الكفر وإن كان بالإكراه جائزا عند العلماء فإن من صبر على البلاء ولم يفتتن حتى قتل فإنه شهيد، ولا خلاف في ذلك، وعليه تدل آثار الشريعة التي يطول سردها … ) (٣).

وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: (والأفضل والأولى أن يثبت


(١) نواقض الإيمان الاعتقادية للوهيبي (٢/ ١٥).
(٢) فتح الباري ١٢/ ٣١٧، وانظر تفسير القرطبي ١٠/ ١٨٨.
(٣) أحكام القرآن ٣/ ١١٧٩.

<<  <   >  >>