أصابتها حصبة، فتمزق شعرها، أفأصله؟ قال:«لعن الله الواصلة والمستوصلة» ..
وتأمل. أعانك الله على طاعته. لهجة الأم الحنون التي تفيء بظلال العاطفة والمحبة الوارفة، وهي تستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وصل شعر ابنتها الناقهة من المرض، حديثة العهد بالعرس، إن المشاعر الجياشة التي تضطرب في فؤاد تلك الوالدة، والرغبة الجامحة لتزيين بنيتها، وتحقيق فرحتها، لم تسوغ لها ارتكاب المنكر ..
فلم تطب نفسا بالوصل بحجّة الجهل بالحكم، أو احتياج العروس إليه، بل أتت تستفتي رسول الله، راضية بحكمه، مسلمة لأمره ..
وما أحوجنا في هذا العصر الذي شاع فيه حب الملذات، وإرضاء الشهوات بالمحرمات، أن نطوع أنفسنا لما يرضي ربنا عز وجل وبجعل هوانا تبعا لسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- حتى نحب ما يحبه وندع ما يبغضه مقتدين في ذلك بسلفنا الصالح …
ولا يظنن أحد أن الامتثال كان سمة أفراد من هذا العصر المشرق فحسب بل كان صبغة جميع أفراده، أخرج أبو داوود وصحح