للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مرآه الجميل، وحديثه العذب النمير حتى تحرقهم الشمس فيرجعون إلى بيوتهم على أمل لقياه في الغد، فإذا أنارت المدينة بقدومه خرج خمسمائة من الرجال يستقبلونه، وامتلأت سكك المدينة وسطوحها بالنساء والخدم والصبيان يكبرون لمقدمه، ويهنئون أنفسهم أن اصطفاهم الله لشرف إقامته بينهم، يا له من موقف يغبط أهل المدينة عليه!!!.

بل كان هم الواحد منهم أن ينال شرف الصحبة في الدنيا والآخرة ولا يتردد في طلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له أن يرافقه، فتأتي الإجابة التي تحث أصحابها على العمل والمتابعة، والاستمرار على النوافل، أخرج مسلم (١) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: «كنت أبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قال: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود»

بل كان الواحد منهم حريصًا على اللحاق به، شوقًا للقياه، أخرج أحمد في المسند (٢) من حديث عائشة قالت: «إن أبا بكر لما


(١) (١/ ١٥٨) ١٠ وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر.
(٢) الشفا (٢/ ٥٦٩).

<<  <   >  >>