للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخامس: تعداده سبحانه لوجوه امتنانه عليه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} وقد زكّاه سبحانه في خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وزكّى بصره فقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} وزكّى منطقه فقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ورفع ذكره فلا يذكر إلا ويذكر معه كما في الأذان، والتشهد، والخطب، والمجامع والأعياد، وذاك قوله تعالى {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} صاحب الوسيلة (١)، والفضيلة (٢)، والمقام المحمود (٣)، والحوض المورود، ولواء الحمد الذي تحته كل حماد، أكرم خلق الله عليه، وسيد ولد آدم وهذا كله، إنما هو غيض من فيض، وقليل من كثير فضله -صلى الله عليه وسلم-، ولما أوجب الله علينا من تعزيره، ونصره بكل طريق {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}، وإيثاره بالنفس والمال في كل موطن، وحفظه وحمايته من كل مؤذ، وإن كان الله قد أغنى رسوله عن نصرة


(١) منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله.
(٢) المرتبة الزائدة على سائر الخلق.
(٣) الشفاعة العظمى

<<  <   >  >>