سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}» وقد تضمنت سورة الضحى من كرامة الله تعالى لمحمد -صلى الله عليه وسلم-، وتنويهه به، وتعظيمه إياه خمسة وجوه:
الأول: القسم له عمّا أخبره به من حاله بقوله: {وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} أي: وربّ الضحى، وهذا من أعظم درجات المبرّة ..
الثاني: بيان مكانته عنده، وحظوته لديه بقوله:{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} أي: ما تركك وأبغضك بعد أن اصطفاك وأحبّك ..
الثالث:{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} أي: كل حالة متأخرة من أحوالك فإن لها الفضل على الحالة السابقة، فلم يزل -صلى الله عليه وسلم- يصعد في درجات المعالي، ويُمكّن له من دينه، ويُنصر على أعداءه، ويسدد في أحواله حتى مات، وقد وصل إلى حال ما وصل إليها الأولون والآخرون من الفضائل والنعم، وقرة العين، وسرور القلب ثم بعد هذا لا تسأل عن حاله في الآخرة من تفاصيل الإكرام، وأنواع الإنعام ولقد من ربه عليه بالكوثر …
الرابع:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} وهذه آية جامعة لوجوه الكرامة، وأنواع السعادة، وثبات الإنعام في الدارين وزيادة ..