للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان الزهري من أهنأ النّاس فإذا ذُكر عنده الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكأنه ما عرفك ولا عرفته (١) ..

ولم يك التوقير مقتصرًا على الإنسان فحسب بل كان للحيوان أدب جم معه -صلى الله عليه وسلم- فعن عائشة. رضي الله عنها. قالت: «كان لآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحش، فإذا خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعب واشتدّ، وأقبل وأدبر، فإذا أحسّ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل ربض فلم يترمرم ما دام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في البيت كراهية أن يؤذيه» أخرجه أحمد (٢) وصحح إسناده ابن كثير (٣) ..

وعن سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ركبت البحر، فانكسرت سفينتي التي كنت فيها، فركبت لوحًا من ألواحها، فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد، فأقبل إليّ يريدني، فقلت: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان من أمري كيت وكيت، فأقبل الأسد وطأطأ رأسه ودفعني بمنكبه حتّى أخرجني من الأجمة، ووقفني على الطريق، ثم همهم، فظننت أنه يودعني» رواه الحاكم وصحّحه على شرط مسلم،


(١) الشفا (٥٩٨).
(٢) المسند (٦/ ١١٢) ١٥٠.
(٣) شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢٨٣).

<<  <   >  >>