فأين توقير الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند من ابتدع في دين الله ما ليس منه زاعما أنه محب مشتاق، وغفل عن قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من رغب عن سنتي فليس مني» وقوله «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» فإلى من أحيا ليلة المولد، ومن اجتمع في الحفلات ضاربا الدف على المدائح النبويّة (١)، علام تفعل ما لم تؤمر به؟؟! وتخلف أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أمرك بالإتباع، وترك الإبتداع، وأنت تزعم حبه، وهل لوكان خيرا لسبقت إليه القوم؟! فتأمل حالك، والزم هدي نبيك فإن بالتمسك به النجاة، وبتركهـ الهلاك، هداك الله ووفقك وأعانك وسددك ..
وأين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجالسنا حين يذكر، وأين الصلاة والسلام عليه عند مرور اسمه الشريف، وكيف تقدم آراء الرجال على قوله مع أن الله في أن نقدم بين يدي الله ورسوله فقال:{لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} فتقول قال فلان وقال فلان، وكان ابن عباس ينكر على من يعارض ما بلغه من السنة بقوله: قال أبوبكر وعمر قائلا له: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء،
(١) أشيد بكتاب «حقوق النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الإحلال والإدخال» تقديم فضيلة الشيخ د. صالح الفوزان - حفظه الله - والذي صدر من المنتدى الإسلامي فقد حوى كتابين هامين: مظاهر الغلو في قصائد المديح النبوي، وظاهرة الاحتفال بالمولد النبوي .. فطالعه فإن فيه فوائد لا يستغني عنها طالب علم.