للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولنصرة الله ورسوله ..

ولقد سطر الصحابة رضوان الله عيهم أروع الأمثلة وأصدق الأعمال في الذبِّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفدائه بالمال والولد والنفس، في المنشط والمكره والعسر واليسر، وكتب السير عامرة بذكر أخبارهم وحسبي من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن السوار ما أحاط بالمعصم، وإليك بعض روائع سيرهم ..

- أبوبكر يبكي يوم الهجرة حين لحق سراقة بن مالك برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، فيسأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لم تبكي؟» يقول: «أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عيك» فدعا رسول الله على سراقة فقال: «اللهم اكفناه بما شئت» فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلدا (١)، بل كان أبوبكر ينتقل عن يمين وشمال وخلف وأمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتعجب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فعله، فسأله عنه، فقال - رضي الله عنه: يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأكون أمامك، ومرة عن يمينك، ومرة عن شمالك، لا آمن عليك، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر لوكان شي لأحببت أن يكون بك دوني؟» قال: نعم والذي بعثك بالحق (٢) ..


(١) أخرجه أحمد في المسند (١/ ١٥٥) ٣، وصحّح إسناده الشيخ أحمد شاكر.
(٢) البداية والنهاية (٣/ ١٨٠).

<<  <   >  >>