للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لأصاب دونك (١)

وما أجمل ما قاله أنس بن النضر يوم أحد لما انكشف المسلمون: «اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين -، ثم تقدم فاستقبله سعد فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس بن مالك:

فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل، وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه (٢) ....

وكان لأم عمرة نسيبة بنت كعب موقف مشهود يوم أحد حتى قال رسول الله عنها " التفت يمينا وشمالا إلا وأراها تقاتل دويني " ووقفت في وجه ابن قمئه لما جاء باحثا عن رسول الله قائلا: "لا نحوت إن نجا " حتى ضربها ضربة في عاتقها، أصابت جرحا أجوف له غور، ليبقي هذا الجرح للأمة دور المرأة في نصرة رسول الله والذب عنه ..

وها هو شيخ الإسلام يؤلف كتابا على اسمه الصارم المسلول للتصدي


(١) ينظر: عمدة القارئ (١٦/ ٢٧٤)، هامش صحيح مسلم لمحمّد فؤاد (٣/ ١٤٤٣).
(٢) البخاري (٣/ ٣٠٥).

<<  <   >  >>