المَاء بِاللَّيْلِ بعد النّوم فَإِن مِنْهُ يكون ضيق النَّفس.
وَيسْتَحب فِيهِ اسْتِخْرَاج الخام والبلغم ومضغ المخاضع وَلُزُوم الغراغر بالصناب، والربّ وَلُزُوم الْقَيْء بالبكر بِأَكْل الفجل، والخردل، والجرجير، والثفاء، وكلّ شَيْء حارّ، ثمَّ يشرب عَلَيْهِ الْعَسَل فَلبث قَلِيلا ثمَّ يتقيأ على إثره.
وَالربيع ثَلَاثَة أشهر وَهِي: مارص، وإبريل وميّه. وَهُوَ حارّ رطب يُؤمر فِيهِ باجتناب أكل الثوم، والكرّاث، والبصل، والفجل، والسلق، والكرنب، وكلّ بقلة قديمَة، أَو عروق يكون تَحت الأَرْض من أجل الدَّاء الَّذِي يكون فليها وَهُوَ فِي عروقها إِلَى فروعها، وَمن أكلهَا تثوّر عَلَيْهِ الدَّم والبلغم وَأَخذه فِي حنجره مثل الذبْحَة.
وَينْهى عَن أكل الرؤوس والأكارع ورؤوس الْحيتَان وأذنابها من أجل الندى يسْقط على العشب فتأكل مِنْهَا الْبَهَائِم فيحري فِي رؤوسها وأرجلها. فَمن أكل الرؤوس والأكارع وَمن الْحيتَان الرؤوس والأذناب فِي هَذَا الْجُزْء علق ذَلِك فِي رَأسه وأصابته مِنْهُ غشاوة فِي بَصَره.
وَيُؤمر فِيهِ بإقلال من الْجِمَاع وَذَلِكَ أَنه يهيج وَيَتَّقِي فِيهِ كَثْرَة شرب المَاء، ويستحبّ فِيهِ أكل الْحَلَاوَة وشربها على الرِّيق وَأكل [] بالعسل وَبِغير الْعَسَل، والنبق وَأكل السمّاق وشربه وكلّ شَيْء فِيهِ حموضة، وكلّ يَابِس بَارِد لِأَن الدَّم حارّ رطب.
ويستحبّ فِيهِ أكل القطف، والقرع، والرجلة، والملوخيا. وَيُؤمر فِيهِ بالاستمشاء، والاحتقان، والاحتجام، والاطلاء، وَقطع الْعُرُوق لمن اضطّر إِلَى قطعهَا، وَمن بَقِي فَإِنَّهُ رُبمَا بَقِي فِيهِ على من فِيهِ فضل دم وآبد على الطبيعة لِأَنَّهُ زَمَانه وسلطانه وتثوّره.
وَمن علاج تثوّره أَن يشرب من الإهليلج مِثْقَالا وَمن التربد مثقالين فَإِنَّهُ يمشي بعد الْحَرَارَة الَّتِي يتثوّر مِنْهُ الدَّم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute