للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمكنه على جمع عامة الخلق على سلوك سبيل السلف في ذلك١. واستفتي الغزالي في كلام الله تبارك وتعالى فكان من جوابه: وأما الخوض في أن كلامه تعالى حرف وصوت أو ليس كذلك فهو بدعة٢، وكل من يدعو العوام إلى الخوض في هذا فليس من أئمة الدين٣، وإنما٤ هو من المضلين، ومثاله من يدعو الصبيان الذين لا يعرفون السباحة إلى خوض البحر، ومن يدعو الزمن المقعد إلى السفر في البراري من غير مركوب٥.

وقال في "رسالة" له: الصواب للخلق كلهم إلا الشاذ النادر الذي لا تسمح الأعصار إلا بواحد منهم أو اثنتين، سلوك مسلك السلف في الإيمان المرسل، والتصديق المجمل بكل ما أنزله الله تعالى، وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير بحث وتفتيش، والاشتغال بالتقوى٦ ففيه شغل شاغل٧.

"وفي كتاب "أدب المفتي والمستفتي" للصيمري أبي القاسم: إن مما أجمع عليه أهل الفتوى٨ أن من كان موسومًا٩ بالفتوى"١٠ في الفقه، لم ينبغ أن يضع


١ الغياثي: "ص: ١٩٠"، المجموع: ١/ ٩٢، صفة الفتوى: ٤٧.
٢ انظر القول في مسألة كلام الله تعالى وافتراق الناس في ذلك في مجموع الفتاوى الكبرى لابن تيمية: "١٢/ ٥٠٢-٥٣٣".
وقال القاضي علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي المتوفى سنة "٧٩٢هـ" في شرح العقيدة الطحاوية: "أنه تعالى لم يزل متكلمًا، إذ شاء، ومتى شاء، وهو يتكلم به بصوت يسمع، وأن نوع الكلام قديم، وإن لم يكن الصوت المعين قديمًا، وهذا هو المأثور عن أئمة الحديث والسنة". شرح العقيدة الطحاوية: ١٣٧. وانظره بالتفصيل صفحة "١٣٦-١٦٢".
٣ انظر أقوال الغزالي في تبيين كذب المفتري: ٣٠٢، طبقات الشافعية الكبرى: "٦/ ٢٣٤-٢٣٥".
٤ في ش: "إنما".
٥ المجموع: ١/ ٩٢، صفة الفتوى: ٤٦.
٦ في وج: "الفتوى".
٧ المجموع: ١/ ٩٢، صفة الفتوى: ٤٦.
٨ كذا في النسخ، ومثله في صفة الفتوى: ٤٧، وفي المجموع: ١/ ٩٣ "التقوى".
٩ في ف وج: "منسوبًا"، وفي ش: "موسومًا" ومثله في المجموع: ١/ ٩٣.
١٠ من ف وج وش، وفي الأصل وفي كتاب "أدب الفتوى والمستفتي" للصيمري أبي القاسم: إن مما أجمع عليه أهل الفتوى من كان موسومًا بالفتوى فقيه شغل شغل شاغل، وفي كتاب "أدب المفتي والمستفتي" للصيمري أبي القاسم: إن مما أجمع عليه أهل الفتوى، أن من كان موسومًا بالفتوى", وهذا خلط وتكرار.

<<  <   >  >>