١ دعا الإمام الغزالي رحمه الله تعالى إلى الإيمان بصفات الله تعالى كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، من غير تشبيه ولا تعطيل، ولا حلول، ولا اتحاد، ودعا إلى نبذ وترك علم الكلام، وأنه بدعة. وأن العقيدة الحقة لا يمكن أن تؤخذ إلا من الكتاب والسنة. فقال: "وقد ألقى الله تعالى إلى عباده على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عقيدة هي الحق على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، كما نطق بمعرفته القرآن والأخبار". المنقذ من الضلال: ٩٨ وقال أيضًا يدعو إلى تنزيه الله تعالى والإيمان بصفاته "التنزيه" وأنه ليس بجسم مصور، ولا جوهر محدود مقدر ... وليس كمثله شيء، ولا هو مثل شيء ... وأنه استوى على العرش، على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده ... وأنه لا يحل في شيء، ولا يحل فيه شيء ... وأنه حي قادر، جبار قاهر ... وأنه عالم بجميع المعلومات ... وأنه مريد للكائنات مدبر للحوادث ... فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن ... وكل ذلك مما وردت به الأخبار، وشهدت به الآثار، فمن اعتقد جميع ذلك موقنًا به كان من أهل الحق وعصابة السنة، وفارق رهط الضلال والبدعة ... "، انظر كتاب تبيين كذب المفتري: "٢٩٩-٣٠٦"، إحياء علوم الدين: ١/ ٨٩، طبقات الشافعية الكبرى: "٦/ ٢٣٠-٢٤٠" وذم علم الكلام قائلا: "وأما منفعته -أي علم الكلام- فقد يظن أن فائدته كشف الحقائق، ومعرفتها على ما هي عليه، هيهات فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف، ولعل التخبط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف ... وأن الطريق إلى حقائق المعرفة في هذا الوجه مسدود"، المنقذ من الضلال: ١٠١، إحياء علوم الدين: ١/ ٢٢ وانظر ما كتبه الأستاذ على محيي الدين القره داغي عن عقدة الإمام الغزالي في تحقيقه لكتاب "الوسيط في المذهب" للإمام الغزالي: "١/ ١٥٨، ١٥٩، ١٦٩، ١٧٠"، وسينقل ابن الصلاح عن الغزالي ما فيه الكفاية.