للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا وما هو١ في معناه مشهور عنه٢، فعمل بذلك كثير من أئمة أصحابنا، وكان من ظفر منهم بمسألة فيها حديث ومذهب الشافعي خلافه عمل بالحديث وأفتى به قائلا: مذهب الشافعي ما وافق الحديث، ولم يتفق ذلك إلا نادرًا.

ومنه ما نقل عن الشافعي رضي الله عنه فيه قول على وفق الحديث وممن حكي عنه منهم أنه أفتى بالحديث في مثل ذلك: أبو يعقوب البويطي٣، وأبو القاسم الداركي٤، وهو الذي قطع به٥ أبو الحسن إلكيا الطبري٦ في كتابه: "في أصول الفقه"، وليس هذا بالهين، فليس كل فقيه يسوغ له أن يستقل بالعمل بما يراه حجة من الحديث وفيمن سلك هذا المسلك من الشافعيين من عمل بحديث تركه الشافعي


١ في ف وج: "ما هو".
٢ انظر آداب الشافعي ومناقبه: "٦٧-٦٨"، وتوالي التأسيس: ٦٣، وإيقاظ الهمم: ٥٠، والبداية والنهاية: "١٠/ ٢٥٣-٢٥٤"، وإيقاظ الوسنان:٢٥.
٣ هو "الإمام أبو يعقوب بن يحيى البويطي المصري، تفقه على الشافعي، واختص بصحبته، قال الحافظ ابن حجر: ثقة، فقيه، من أهل السنة، مات في المحنة ببغداد، توفي سنة إحدى أو اثنين وثلاثين ومائتين"، ترجمته في: تاريخ بغداد: ١٤/ ٢٩٩، العبر: ١/ ٤١١، وفيات الأعيان: ٧/ ٦١، طبقات الشافعية الكبرى: ٢/ ١٦٢، تهذيب التهذيب: ٩/ ٤٢٧، التقريب: ٢/ ٣٨٣.
٤ هو "أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الداركي. قال الخطيب: كان ثقة، انتفى عليه الدارقطني، توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. ودارك: قرية من عمل أصبهان، ترجمته في تاريخ بغداد: ١٠/ ٤٦٣، طبقات الشافعية الكبرى: ٣/ ٣٣٠، وفيات الأعيان: ٣/ ١٨٨، العبر: ٢/ ٣٧٠، معجم البلدان: ٤/ ١٢.
٥ ساقطة من ف وج.
٦ هو "الإمام عماد الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي إلكيا الهراسي. قال فيه عبد الغافر: الإمام البالغ في النظر مبلغ الفحول. والهراسي: براء مشددة وسين مهملة، قال ابن العماد: لا تعلم نسبته لأي شيء. وقال ابن خلكان: ولم أعلم لأي معنى قيل له الكيا، وفي اللغة العجمية الكيا هو الكبير القدر المقدم بين الناس، وهو بكسر الكاف وفتح الياء المثناة من تحتها وبعدها ألف. توفي سنة أربع وخمسمائة". ترجمته في وفيات الأعيان: ٣/ ٢٨٦، المنتظم: ٩/ ١٦٧، تبيين كذب المفتري: ٢٨٨، العبر: ٤/ ٨، طبقات الشافعية الكبرى: ٧/ ٢٣١، شذرات الذهب: ٤/ ٨، مرآة الزمان: ٨/ ٣٧.

<<  <   >  >>