ويقول سير أرنولد:"إن ميخائيل الأكبر اليعقوبي كان يرى في فتح العرب المسلمين لمصر وفي انتصاراتهم المتلاحقة يد لعدالة الإلهية التي بعثت لتثأر لما نال الكنيسة المصرية من تعذيب واضطهاد".
ولقد أسرع المصريون إلى اعتناق الإسلام حباً وكرامة، لتعاليمه الصافية، وإيمانا منهم بأن المبادئ السامية التي يطبقها العرب المسلمون في سلوكهم معهم جديرة بأن تكون جزءاً من حياتهم الاجتماعية.
ويسترسل إميل لودفيج فيقول:"عاش السلاطين على شواطئ النيل مسالمين للنصارى قرونا كثيرة، ويقع الصراع ذات حين، وتصعب معرفة المسئول عن ذلك، ولا عجب، مادمنا لا نعرف المسئول عن الحوادث العصرية في الغالب، ومع ذلك يلوح أن التبعة تقع على النصارى، لما كان من رغبتهم في حمل الناس على اعتناق دينهم، وهل انتهك المسلمون حرمة بيت المقدس؟ كان المسيح خامس الأنبياء مرتبة لدى المسلمين، وكان محمد قد صرح بصحة دين اليهود والنصارى الأولين وبأن كتبهم المقدسة هي التي حرفت، ولم يستول العرب وخلفاؤهم على مصر حملا لها على الإسلام وما كان من بدئهم بالهجرة إليها قبل محمد إلى تلك الأرض الخصيبة الطيبة طلبا للحب والجزية، لا حباً لها لحمل الناس على دينهم، وإذ كان العرب يجهلون لغة مصر مع عدم ثقافة فإنهم تركوا إدارة مصر للأقباط الذين كانوا أقدر منهم على الحساب، ويقوم الأقباط بفتن منعاً لزيادة الضرائب في الدلتا فيبدى العرب شدة، وتصبح اللغة العربية لغة مصر الرسمية بعد قرنين فتحل بذلك محل اللغة القبطية، ويكون الأقباط أول من يتعلم اللغة العربية.
"وكان النصارى معتدين عندما حفزهم مقصد نبيل إلى الاستيلاء على القبر المقدس، ولكن القدس لم تظل نصرانية غير ١١٣ سنة من ثلاثة عشر قرناً ثم غدت قبضة المسلمين نهائياً".
ولقد سار المسلمون في نشر دعوتهم في ضوء المبدأ الأساسي للإيمان وهو: