للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يناقشون الوثنية، ويناقشون تقديس الأباطرة والأديان المحلية سواء أكانت يونانية أو لاتينية.

وقد اتجهوا إلى الآراء التي بادى بها الرواقيون. وحتى هذه الفلسفات أخذت تتضاءل أمام بحثهم عن حقيقة الوجود وحقيقة الله. وفي هذا الفراغ الديني الهائل لم يجد الرومانيون - وهو سلدة العلم - وسيلة سوى الاتجاه شطر العقائد الدينية المختلفة المستوردة من الشرق، مثل ديانة سبيل من آسيا الصغرى وديانة متراس من فارس، وديانة إيزيس من مصر، وأخيراً المسيحية التي نبتت في فلسطين.

يقول السير آرثر فندلاي في كتابه (الكون المنشور) صحيفة ١١٩: "ترتبط خمسة أسماء بالتغيرات الفكرية الهامة في العالم وهي:

١ - كرشنا ٢ - بوذا ٣ - كونفشيوس ٤ - سقراط ٥ - عيسى.

"ومع ذلك لم يترك واحد من هؤلاء أية كتابة شخصية، وإنما تركوا أفكارهم لكي تسجلها الأجيال التالية ... ويجب أن يعلم كل إنسان أنه لا توزجد وثيقة اصلية واحدة متعلقة بحياة عيسى".

ثم يستطرد فيقول: "إن الإناجيل لا تعتبر سجلات تاريخية، فأولها "مرقس" كتب حوالي سنة ٧٠ م و"لوقا" كتب بين سنة ٨٠ وسنة ٩٥، و"متى" كتب حوالي سنة ١٠٠، و"يوحنا" حوالي سنة ١١٠. وليس للأخير قيمة تستحق الذكر في سرد الحوادث الأكيدة، ويظهر أن كل محتوياته لعب فيها خيال الكاتب دوراً بعيداً. ثم جاءت بعد ذلك ترجمة الأناجيل من اللغة الآرامية الشرقية إلى اللغة اليونانية. فاللغة اللاتينية الغربية. وهنا حدثت أخطاء كثيرة، إذ أن الكلمة الآرامية الواحدة قد يكون لها ٦، أو ٧ معان مختلفة".

ويقول أيضاً سير آرثر فندلاى في كتابه (صخرة الحق) ص ٥٩: "إن الأناجيل الحالية لم تستقر إلا في القرن الرابع الميلادي عقب مجمع قرطاجنة عندما تقرر أي الكتابات يحتفظ بها، وأيها يرفض ويستبعد. وقبل ذلك التاريخ سنة ٣٩٧م لم يكن هناك شيء اسمه العهد الجديد الذي نعرفه اليوم. ويعلل أحد رجال الكنيسة القديس آريرونيوس اختبار أربعة أناجيل في القرن الثاني بأن الأرض لها أربعة أركان".

<<  <   >  >>