للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعنى الثاني الأكثر اتساعا الذي سنستخدم له مصطلح "التوليدية" يشير إلى الهيكل الكلي للافتراضات المنهجية والنظرية حول بنية اللغة وسنرجئ، مناقشته حتى الفصل السابع، ولا يعد تشومسكي مؤسس النحو التوليدي في شكله المستخدم بصورة أكثر اتساعا في علم اللغة فحسب ولكنه يعد أيضا المتحدث الرسمي باسم التوليدية، ولم يقتصر دوره المؤثر على علم اللغة وإنما تعداه إلى تخصصات أخرى، وجدير بالذكر أنه من الصعوبة أن تكون من أتباع التوليدية دون أن تهتم بالنحو التوليدي لكن من الممكن تماما أن تكون مهتما بالنحو التوليدي دون أن تقر بمبادئ النظرية اللغوية والمنهج اللذان يعدان أهم ما يميز التوليدية.

والنحو التوليدي مجموعة من القوانين التي تجري على مفردات محدودة من الوحدات تولد مجموعة "محدودة أو غير محدودة" من سلاسل الوحدات "كل سلسلة تتركب من عدد محدود من الوحدات" ومن ثم تعين كل سلسلة من الوحدات تكون صحيحة التركيب في اللغة التي يميزها هذا النحو، ونظم النحو التوليدي موضع اهتمام اللغويين سوف تخصص أيضا لكل سلسلة من الوحدات صحيحة البنية "وبصفة أخص لكل جملة" تولدها هذه النظم وصفا بنيويا مناسبا، وتعريف "النحو التوليدي" الذي عرضناه هنا أعم في جانب من جوانبه إذ ما قورن بتعريف تشومسكي، فهو يستخدم مصطلح "سلسلة وحدات "syntagm" بينما يستخدم تشومسكي مصطلح "سلسلة" "string" أو تسلسل "sequence"، وسلسلة الوحدات تركيب من الوحدات النحوية "أو من العناصر في الفونولوجيا" وليس من الضروري أن تكون مرتبة ترتيبا تسلسليا، وبرغم ذلك عرف تشومسكي الجمل والتعبيرات بأنها سلاسل ذات بنية وهو منطقي تماما ويتطابق في الواقع مع التصورات التقليدية،

<<  <   >  >>